طلعت بعد غياب
بعد زوال الضباب
بعد توقف المطر
بعد هروب الغيوم
تمد باشعة نورها الساطع معلنة بداية فجر جديد
اصحاب القلوب البيض صبروا على البرد وقرصته والظلام وكحلته واليل وطوله وأنتظروك فلا تخيبيهم
يا شمس لا تغربي فانت النور حتى ولو كانت حرارتك تحرقني الا ان نورك يشعرني بسعادة
لم تكن لتسمح لنفسك يوما بأن تحلم لكنك هذه المرة حلمت بناء على حقائق
مثلت أمامك... وفجأة ينتهي كل شيء..ويموت الحلم...ويصبح العالم مظلما فلا
أخ ولا صديق يشعل لك ولو عود ثقاب..
وعندما ترضى بنصيبك تأتيك الحياة بأحلام وأحلام..وتمدك بالكثير فتصدق يا
مسكين نفسك وتشعر بأن الحياة تبتسم لك من جديد دون ان تعرف أنها تضحك عليك
من جديد وتسخر منك ومن غبائك الشديد...
ورغم أنك استفدت من دروسها وإحباطاتها..
رغم أنك عرفت العدو من الصديق...
رغم أنها أخبرتك أن حتى أقرب المقربين لك إنما كانوا أعداء لك لا اصدقاء...
رأوك تغرق فما رموا لك حبل النجاة.... بل ألقى بعضهم حباله بهدف أن تلتف حول عنقك فتجهز عليك سريعا دون إبطاء....
اقول: رغم كل هذا وذاك...أراك وقد خرجت من هذه المعركة مجهدا مرهقا
تعبا.... لقد تعلمت ولاخر مرة أن لا حلم بعد الآن...أن لا طموح بعد
الآن...أن لا حياة بعد الآن...
لكن الحياة لا يمكن ان تتركك هكذا...بل أعطتك بصيص أمل صغير جدا.... لتسحقك سحقا ولتقضي عليك وأنت تتلوى من ألم الانتظار...
إنها مسألة وقت فقط....... وها أنت ذا تراقب الشمس وهي تغوص في عالم
الفناء.....ترجوها فلعلها لا تغيب....ولعل الزمن يتوقف عن المسير.....
وهذه الدنيا وهذه هي الحياة....تفرحك ساعة..وتحزنك ساعات